كيف تتعامل مع أخيها الذي أعطته مالها ليستثمره لها فأنفقه على دراسته؟
السؤال: أخي الأكبر أخذ جزءًا من ميراثي بهدف استثماره، وإرسال مبلغ شهري لي؛ لأنني لا أعمل. ثم اكتشفت أنه أنفق المال على دراسته، ولم يستثمره ولم يَرُدَّه، وهو مقتنع تماما أن من واجبي الوقوف معه، وأنه لم يخطئ بحقي.
صورة للتوضيح فقط - تصوير: KucherAV - shutterstock
والدتي طول الوقت تطلب مني أن أسامحه، وأحيانا تضغط عليَّ بأن من الممكن أن لا يتقبل الله صيامي ودعائي لو لم أكن قد سامحته من قلبي.
طلبت منها أن لا تخبرني أي شيء عنه وعن ظروفه، وأني لن أقطع رحمه، ولكني سأجعل العلاقة سطحية، ولكنها دائما تصمم على أن تكلمني عن ظروفه المادية الصعبة، وتدخلني في حياته.
فهل أنا مخطئة في أن تكون علاقتي به سطحية منحصرة في السلام، والتهنئة في الأعياد، والمقابلات في المناسبات؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان أخوك قد تصرف في هذا المال من غير رضاك، فلا شك في أنه قد أتى منكرا، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء:29}.
وثبت في مسند أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه.
وليس من حق أمك إلزامك بمسامحته، أو التنازل عن هذا المال، بل لك الحق في مطالبته به.
ولو أنك سامحته بِرًّا بأمك، وصلة لأخيك، فلعل الله -عز وجل- يعوضك عن ذلك خيرًا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله -جل وعز- إلا أعطاك الله خيرا منه.
وما ذكرتِ من التعامل مع أخيك في حدود معينة؛ كإلقاء السلام، ورده، والتهنئة في الأعياد والمناسبات، يرجع إلى العرف في تحديد كونه صلة أو قطيعة؛ فقد نص الفقهاء على أن أمر الصلة والقطيعة يرجع فيه للعرف، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 108442.
وعلى كل؛ فاجتهدي في سبيل جعل التعامل معه بصورة عادية، كما تبتغي أمك؛ لتكسبي رضاها، فعاقبة ذلك خير -إن شاء الله-.
روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
والله أعلم.
من هنا وهناك
-
هل يجوز أن تطالب الزوجة بنصف أملاك زوجها في حالة الطلاق ؟
-
حكم شراء شقة بالتقسيط بفوائد مع فرض غرامة تأخير
-
حكم مخالفة الطلاب للنظم واللوائح المدرسية
-
حكم قراءة سور معينة كل يوم، مع المواظبة على دعاء معين
-
ماتت عن أم، وثلاث أخوات شقيقات، وخمسة أبناء عمّ، وثلاث بنات عمّ
-
الشيخ مشهور فواز يلقي خطبة الجمعة بمسجد الغزالي في أم الفحم حول ‘المنهج الإسلامي في التعامل مع جيل المراهقة ‘
-
شاب يسأل: أريد أن أقيم علاقة مع فتاة بقصد التّعارف عليها عن قرب بنية الزّواج فما رأيكم؟!
-
أحكام تقبيل الوالدين لأولادهما والامتناع عنه
-
هل يجوز للمريض الذي يتضرر من الحرِّ تأخير الحج؟
-
مذاهب العلماء في توكيل البنك في الصرف من نفسه
أرسل خبرا