ابتكار صمد لأكثر من 20 عامًا … هل ينتهي عصر قرص iDrive من BMW؟
عندما نتحدث عن التطور التكنولوجي داخل السيارات، تتبادر إلى أذهاننا الشاشات العملاقة والأنظمة الذكية والواجهات اللمسية التي باتت جزءًا لا يتجزأ من أي سيارة جديدة.
ابتكار صمد لأكثر من 20 عامًا … هل ينتهي عصر قرص iDrive من BMW؟
ومع ذلك، هناك ابتكار واحد من BMW استطاع أن يصمد أمام الزمن ويثبت أنه أكثر من مجرد أداة مساعدة، بل هو أيقونة في عالم أنظمة الترفيه، إنه قرص iDrive، ذلك العنصر البسيط في مظهره، العميق في تأثيره، والذي قد يودّعنا قريبًا مع ظهور الجيل الجديد من سيارات BMW.
وداعًا iDrive؟ بي ام دبليو تفكر في إزالة قرص التحكم الشهير
bmw-idrive-knob
بداية ثورية في 2001
أول ظهور لنظام BMW iDrive كان عام 2001 مع الجيل الرابع من سيارات بي ام دبليو الفئة السابعة (E65). في ذلك الوقت، كان الأمر ثوريًا: شاشة صغيرة وسط لوحة القيادة، تُدار بالكامل عبر قرص دوّار واحد فقط. لم يكن الجميع معجبًا بالفكرة، فقد وُصف النظام حينها بأنه معقد ويحتاج إلى وقت للتعود. لكن مع مرور السنوات وتطويره، أصبح iDrive معيارًا عالميًا في أنظمة الترفيه داخل السيارات، وبدأت شركات أخرى في تقليده أو استلهام أفكاره.
لماذا ما زال القرص يتفوق على الشاشات؟
في وقتٍ أصبحت فيه معظم شركات السيارات تعتمد على الشاشات اللمسية بالكامل، أثبت قرص iDrive أنه لا غنى عنه في مواقف عديدة، خصوصًا أثناء القيادة.
عند الاعتماد على شاشة لمس، يحتاج السائق إلى إبعاد نظره عن الطريق ولو لثوانٍ للضغط على خيار معين.
بينما مع القرص، يكفي تحريك اليد دون النظر بدقة للشاشة، مما يجعل الاستخدام أكثر أمانًا وسلاسة.
يمتاز القرص بقدرته على الدوران الكامل في الاتجاهين، والضغط في أربعة اتجاهات مختلفة (أمام، خلف، يمين، يسار)، بالإضافة إلى الضغط للأسفل لاختيار الأمر المطلوب. هذه المرونة تجعل التنقل بين القوائم أشبه بتجربة ملموسة، بعكس الشاشات التي تفتقر للشعور الفيزيائي.
نظام بي ام دبليو iDrive
تكامل ذكي مع الأنظمة الحديثة
واحدة من المزايا التي تجعل قرص iDrive محبوبًا في سيارات بي ام دبليو هي توافقه الممتاز مع أنظمة الهواتف الذكية. فعند استخدام ابل كار بلاي – Apple CarPlay مثلًا، يمكن للقرص أن يتنقل بين الخرائط والتطبيقات والموسيقى بسرعة ودقة، دون الحاجة إلى لمس الشاشة. هذه التجربة الذكية أثبتت أن التقنية التقليدية يمكنها أن تعيش بانسجام مع الأنظمة الحديثة، بل وتتفوق عليها في بعض المواقف.
هل حان وقت الوداع؟
رغم كل هذه المزايا، يبدو أن مستقبل هذا القرص أصبح مهددًا، فالجيل الجديد من سيارات بي ام دبليو الجديدة كلياً القادمة التي تحمل منصة Neue Klasse ستظهر بدون هذا القرص. أول سيارة كهربائية ضمن هذه الفئة، وهي بي ام دبليو iX3 2026 الجديدة كلياً القادمة قبل نهاية هذا العام تم تقديمها بواجهة تعتمد بالكامل على الشاشات الكبيرة دون أي عناصر تحكم دوارة تقليدية.
هذا القرار أثار جدلاً بين عشاق بي ام دبليو؛ فبينما يرحب البعض بالتوجه الجديد نحو البساطة الرقمية، يرى آخرون أن اختفاء iDrive سيؤدي إلى فقدان جزء مهم من هوية الشركة وتجربة القيادة الخاصة بها.
بين العاطفة والحداثة
الحقيقة أن قرص iDrive لم يكن مجرد وسيلة تحكم، بل أصبح جزءًا من تجربة BMW نفسها. كثير من ملاك سيارات الشركة يصفون القرص بأنه ”رفيق الطريق“، إذ اعتادوا عليه في كل رحلة طويلة وكل تعديل للنظام الترفيهي.
لكن مع ضغط السوق العالمي نحو السيارات الكهربائية والواجهات الرقمية الشاملة، يبدو أن القرص لم يعد يجد مكانًا له وسط هذه الطفرة. فالشركات اليوم تسعى إلى تصاميم أكثر نظافة وبساطة، وغالبًا ما يكون التخلص من الأزرار والعناصر الميكانيكية جزءًا من هذه الرؤية.
داخلية بي ام دبليو الفئة السابعة 2026
ماذا بعد؟
حتى لو اختفى هذا القرص الدوار لنظام الترفيه والمعلومات عن سيارات بي إم دبليو المستقبلية، سيبقى محفورًا في ذاكرة صناعة السيارات كأحد أنجح الابتكارات التي غيّرت تجربة القيادة. وربما تظل بعض الطرازات الحالية التي ما زالت تعتمد عليه مطلوبة أكثر في سوق السيارات المستعملة مستقبلاً، تمامًا كما يحدث مع بعض الابتكارات الكلاسيكية التي لا تُقدّر بثمن بعد زوالها.
سبق وقدم لكم صهيب شعشاعة جولة حول أجدد تقنيات بي ام دبليو التي سوف تستخدم على سياراتها القادمة.
الخلاصة
قرص BMW iDrive هو أكثر من مجرد أداة تحكم، إنه أيقونة تمثل التوازن المثالي بين البساطة والعملية والأمان. ومع أن المستقبل قد يحمل لنا سيارات بواجهات رقمية بالكامل، إلا أن عشاق بي ام دبليو سيظلون يتذكرون تلك اللحظة التي حركوا فيها القرص لاختيار أغنية مفضلة أو تعديل إعدادات السيارة دون أن يبعدوا أنظارهم عن الطريق.
قد تختفي هذه القطعة من سيارات الغد، لكنها بالتأكيد ستبقى في قلوب محبي بي ام دبليو كرمز لأحد أذكى الحلول التي عرفتها صناعة السيارات.
Photo by Sjoerd van der Wal/Getty Images
من هنا وهناك
-
هل يكفي الشكل الجديد لإنقاذ سيارة نيسان سنترا 2026 رغم المحرك القديم؟
-
زيادة في سعر كيا سورينتو 2026 … لكن هل تستحق المزايا الجديدة؟
-
نيسان ستقدم نظام برو بايلوت جديدة مع ذكاء اصطناعي في عام 2027
-
المستقبل الغامض أمام صناعة السيارات في الصين
-
قرار جريء نيسان تغلق استوديوهات التصميم بأمريكا والبرازيل لرسم مستقبل أسرع
-
من ميونيخ إلى العالم … كوبرا تندايا تعلن لغة تصميمها الجديدة
-
أغلى سيارة بوجاتي في التاريخ والوحيدة في العالم تبحث عن مالك جديد
-
عشرون عاماً من المجد … بوغاتي فيرون تعود إلى الواجهة باحتفال استثنائي
-
ثورة بمخالفات السير في البلاد: إجراء غير مسبوق سيغيّر كل ما تعرفه عن الغرامات!
-
مرسيدس تحسم الجدل حول استخدام محركات بي إم دبليو في سياراتها
أرسل خبرا