وذلك في أعقاب الهجوم الذي أُلقيت فيه زجاجات حارقة باتجاه مشاركين في مسيرة بمدينة بولدر بولاية كولورادو، وبعد جريمة قتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن.

وجاء في البيان أن الحرب في غزة قد تدفع متطرفين لارتكاب أعمال عنف داخل الولايات المتحدة، وأن منظمات أجنبية قد تستغل الوضع لشن هجمات.

وأشار التحذير إلى وجود احتمال حقيقي بأن تقوم جهات إضافية ذات أيديولوجيا متطرفة بأعمال عنف على خلفية الصراع، خاصة في ظل الخطاب السائد على شبكات التواصل الاجتماعي. ودعت الوكالات الأمنية الجمهور إلى البقاء يقظا والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه للسلطات المختصة.

ورغم أن تحذيرات من هذا النوع ليست غير مسبوقة، إلا أن البيان المشترك يُعدّ استثنائيا من حيث شدته وتركيزه. فمنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، صدرت عدة تحذيرات مشابهة، من بينها تحذير في 10 أكتوبر حذّرت فيه الجهات الفيدرالية من أن التوتر في الشرق الأوسط قد يشعل أعمال عنف داخل الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق من نفس الشهر، في 25 أكتوبر، حذّرت السلطات من مزيد من التدهور وأشارت إلى أن منظمات أجنبية تدعو لاستهداف أهداف يهودية وغربية. ومع ذلك، فإن التحذير الحالي يختلف بكونه يستند إلى حدثين وقعا بالفعل، ويشير إلى نمط مقلق من الهجمات الموجهة ضد اليهود والإسرائيليين داخل الولايات المتحدة.

هجومَان في وقت قصير
وقع الهجوم في بولدر في بداية هذا الأسبوع في شارع "برل" وسط المدينة. ووفقا للسلطات الأمريكية، فإن منفّذ الهجوم كان يخطط لإلقاء 18 زجاجة حارقة مصنّعة يدويا باتجاه المشاركين في المسيرة. وبحسب وزارة الأمن الداخلي، فإن المنفّذ كان يقيم في الولايات المتحدة بصورة غير قانونية، وتم اعتقال زوجته وأطفاله الخمسة في إطار إجراءات الهجرة، وكان من المفترض ترحيلهم إلى مصر، إلا أن قاضيا فيدراليا أوقف الإجراء.

عقب الهجوم، وقع الرئيس دونالد ترامب أمرا رئاسيا جديدا بعنوان: "تقييد دخول الأجانب من أجل حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب وتهديدات الأمن القومي والعام الأخرى". ويتضمن الأمر حظرا كاملا على دخول مواطني 12 دولة: أفغانستان، ميانمار (بورما)، تشاد، جمهورية الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن. كما فُرضت قيود جزئية على مواطني سبع دول أخرى: بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا.

أما الهجوم في كولورادو فقد وقع بعد نحو أسبوع ونصف من الهجوم خارج المتحف اليهودي في واشنطن، حيث قُتل زوجان وهما موظفان في السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية. وكان المنفذ قد خطط للعملية بعد أن تعرف عليهما كموظفَين في السفارة خلال حدث سابق، وتحدث مع الحاضرين لمعرفة هوياتهم. وبعد أن أثار الشبهات وطُلب منه مغادرة المكان، كمَن للزوجين خارج القاعة وأطلق عليهما النار من مسافة قريبة، وتأكد من مقتلهما، وفقا للائحة الاتهام التي قُدمت ضده.

(Photo by Kevin Carter/Getty Images)

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ