" في الوقت الذي نشكر فيه المولى عز وجل على نعمة الغيث، تغرق مدينتنا الحبيبة الطيبة في بحر من المعاناة والإهمال. ما شهدناه خلال الايام الاخيرة، ليس مجرد تقصير عابر، بل هو فشل ذريع يكشف عن حالة غير مسبوقة من سوء الإدارة وضعف التخطيط. في مشهد مؤسف يدمي القلوب، شاهدنا منازل مواطنينا تغرق، وسياراتهم تُغمر بالمياه، وأحياءً كاملة تتحول إلى ما يشبه البحيرات. هذا المشهد المؤلم لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة حتمية للتقصير وغياب الرؤية التطويرية ".

وأضافت كتلة الطيبة أولا في بيانها :" في الوقت الذي تتغنى فيه إدارة البلدية بشعارات "التغيير"، نجد أن التغيير الوحيد الذي تحقق هو المزيد من التراجع والإهمال. فأين هي المشاريع الموعودة؟ وأين هي خطط تطوير البنية التحتية؟ وأين هي الحلول العاجلة لمشاكل المدينة المزمنة؟ إننا في كتلة الطيبة أولاً نؤكد أن المناصب العامة ليست مغنماً للمتنفذين، بل هي أمانة ثقيلة ومسؤولية جسيمة. ومن يجد في نفسه العجز عن حمل هذه الأمانة، فليتنحَ جانباً بشرف قبل أن يُجبر على الرحيل. فالمدينة وأهلها ليسوا حقل تجارب لمن يدّعون القدرة على القيادة وهم عنها عاجزون. إن ما يحدث اليوم في الطيبة يستدعي وقفة جادة ومراجعة شاملة. فمدينتنا العريقة وأهلها الكرام يستحقون قيادة على قدر المسؤولية، قيادة تحول الشعارات البراقة إلى إنجازات ملموسة، وتترجم الوعود إلى واقع يلمسه المواطن ".

تعقيب بلدية الطيبة
من جانبها، عقبت بلدية الطيبة على بيان كتلة "الطيبة أولاً" بالقول :" في البداية، نود أن نؤكد أن بلدية الطيبة تعمل بكافة طاقاتها ومواردها من أجل خدمة المواطنين وتحسين واقع المدينة في جميع المجالات. نحن نقدر اهتمام الجميع بمصلحة المدينة، ونتفهم قلق المواطنين جراء الظروف الجوية التي شهدتها المدينة مؤخراً. من غير الممكن تجاهل أن الطيبة تعرضت في الأيام الأخيرة لظروف جوية استثنائية، حيث هطلت الأمطار بغزارة شديدة، وهو ما أدى إلى تراكم المياه في بعض المناطق. هذا ليس تقصيرًا من بلدية الطيبة، بل هو نتيجة لظروف طبيعية خارجة عن إرادتنا، تمامًا كما حدث في العديد من المدن الأخرى. بلدية الطيبة تعمل بشكل مستمر على تحسين البنية التحتية، وقد تم تخصيص ميزانيات لهذا الغرض، لكننا نواجه تحديات كبيرة نتيجة للبنية القديمة ".

" العمل المتواصل لتحسين البنية التحتية "
كما قالت بلدية الطيبة في تعقيبها " انها تواصل تنفيذ مشاريع كبيرة لتحسين البنية التحتية في المدينة. خلال الأشهر الأخيرة، تم تنفيذ مشاريع لتحديث شبكات الصرف الصحي، وتوسيع شبكة تصريف المياه، بالإضافة إلى تطوير الطرق والأرصفة في العديد من الأحياء. نؤكد أن هذه المشاريع مستمرة، وسنواصل العمل على إيجاد حلول دائمة للمشاكل المتعلقة بالمياه والطقس، وانها لم تتقاعس عن أداء واجبها في الأوقات الصعبة. فور حدوث الأزمة، تم تحريك كافة الطواقم المختصة للتعامل مع تراكمات المياه في الشوارع والأحياء المتضررة. كما تم التنسيق مع الجهات المختصة لتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين. نحن نعمل بجد لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين في كل الظروف ".

" نقد بناء وليس هدام "
وتابعت بلدية الطيبة في تعقيبها :" نرحب بالنقد البناء الذي يهدف إلى تحسين واقع المدينة، لكننا نرفض الاتهامات غير المبررة التي تضر بمصلحة المدينة وأهلها. من المهم أن نتذكر أن المناصب العامة تتطلب تعاونًا بين جميع الأطراف، ونحن في بلدية الطيبة نعمل بتفانٍ من أجل تحقيق التغيير الذي نطمح إليه جميعًا.ندعو الجميع، من دون استثناء، إلى التكاتف والعمل معًا من أجل مصلحة الطيبة وأهلها. الطيبة تستحق منا جميعًا أن نعمل بكل جدية لتقديم الأفضل. بلدية الطيبة تضع المواطن في قلب أولوياتها، وسنواصل العمل بكل قوتنا لتحقيق تطلعات المواطنين ".

صورة للتوضيح فقط - تصوير: موقع بانيت وصحيفة بانوراما

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ