نشر الحوثيون في اليمن عدة بيانات، معظمها يعلن أنهم "سيواصلون دعمهم" للفلسطينيين في القطاع، إلى حين "وقف الهجمات ورفع الحصار"، وهو ما لم يتحقق بعد.
عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد الفرح قال صباح اليوم (الخميس): "شعبنا يتابع باهتمام كبير الاتفاق الذي أُعلن بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي. نحن نؤكد دعمنا لكل جهد يهدف إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين، ووقف الهجمات، وكسر الحصار، وضمان الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. نرحب بأي اتفاق يحافظ على القضية الفلسطينية ويدافع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "يجب أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الهجمات، ورفع الحصار، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. كما يجب أن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية على كامل أرض فلسطين المحتلة، تكون القدس عاصمتها. نأمل أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيز الوحدة الفلسطينية، وترسيخ صمود المقاومة، وفتح آفاق تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني".
كما كتب القيادي الحوثي حزام الأسد في منصة X (تويتر سابقا): "بينما تتركز الأنظار على الاتفاق، نؤكد أن جوهر المشكلة لا يكمن في جولات القتال أو وقفها، بل في الاحتلال الصهيوني المستمر لفلسطين، المدعوم من الولايات المتحدة والغرب، وبمشاركة بعض الأنظمة العربية التي تمنح شرعية لاستمراره.
وفقا للاتفاق يجب وقف العدوان الصهيوني الأميركي، ورفع الحصار، وفتح المعابر، والإفراج عن الأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة. نحذر العدو من أي تهرب أو التفاف على التزاماته".
كما كتب قيادي آخر في الجماعة، نصر الدين عامر، الليلة الماضية: "قبل عامين في مثل هذا اليوم، أعلنت المقاومة في غزة أن الأسرى الصهاينة لن يُعادوا إلا عبر المفاوضات، بينما أعلنت إسرائيل أنها ستعيدهم بالقوة، ووقف العالم إلى جانبها. بفضل تضحيات المقاتلين، وصبر سكان غزة، وصمودهم المذهل الذي أدهش العالم، وفي ظل التضحيات التي قدمتها الجبهات نصرة لغزة، تتجلى ثمار الاعتماد على الله، والصبر، والثبات، والتضحية".
وأضاف: "في مثل هذا اليوم قبل عامين، قال الشعب اليمني وقيادته وجيشه لسكان غزة: أنتم لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم. نحن معكم حتى النصر بإذن الله".
كما أصدر المكتب السياسي للحوثيين أمس بيانا بمناسبة مرور عامين على الحرب جاء فيه: "نؤكد مجددا استمرار دعم اليمن حتى توقف الهجمات ويرفع الحصار".
استمرار الهجمات رغم التصريحات
واصل الحوثيون إطلاق النار باتجاه إسرائيل هذا الأسبوع أيضا. فقد أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة عن عدة طائرات مسيّرة أُطلقت من اليمن، لكن الحوثيين خلافا لعادتهم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن أي هجوم منذ يوم الأحد الماضي.
وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث العسكري الحوثي عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز "فلسطين 2"، مزود بعدة رؤوس حربية، نحو "أهداف حساسة في القدس". وفي البيان نفسه أوضح الحوثيون أنهم يتابعون التطورات المتعلقة بإنهاء الحرب، وأنهم "سيتعاملون مع نتائج هذه التطورات ميدانيا بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني".
وخلال الحرب كلها، أعلن حلفاء إيران في اليمن أنهم سيتوقفون عن الهجمات بمجرد وقف القصف في غزة ودخول المساعدات، لكن حتى لو فعلوا ذلك فإن قدراتهم العسكرية لا تزال قائمة، وتدريباتهم مستمرة.
في الأيام الأخيرة نظم الحوثيون عروضا واحتفالات عسكرية بمناسبة مرور عامين على الحرب. وقد تؤدي اتفاقية غزة إلى تقليص دعم الحوثيين المعلن للفلسطينيين مؤقتا، لكنهم قد يزجون بأنفسهم في أي صراع مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين حتى في الضفة الغربية.
"الحوثيون سيجدون ذريعة لتجديد المواجهة"
بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توقيع الاتفاق بين إسرائيل وحماس، قال باحث سياسي وعسكري يمني لموقع واينت : "استمرار الصراع مع إسرائيل هو بالنسبة للحوثيين حاجة أكثر منه تكتيكا أو استراتيجية. إنهم يستفيدون من هذا الصراع بتعزيز روايتهم بأنهم يقاتلون ضد أميركا وإسرائيل، ويستخدمونه كوسيلة للتهرب من مسؤولياتهم المحلية".
وأضاف: "حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، فإن الحوثيين سيبقون تهديدا دائما لإسرائيل، وسيجدون أي مبرر لاستئناف هجماتهم. وإذا توقفت هجماتهم مؤقتا، فسيُستأنف القصف لاحقًا، وربما بقوة أكبر وبأسلحة أكثر تطورا، نتيجة لأي تطور أو ذريعة يجدونها سواء الآن أو في المستقبل".
وأوضح الباحث وفق ما جاء في واينت : "يمتلك الحوثيون اليوم فائضا في القوة نتيجة توجيه جميع مواردهم الاقتصادية والإعلامية والدينية خلال السنوات الماضية لدعم العمليات العسكرية. لن يوقفوا مواجهتهم مع إسرائيل، وسيتذرعون بأي سبب لاستئنافها، إلا إذا قرروا توجيه قوتهم لهزيمة خصومهم المحليين في اليمن. وإذا اتجهوا لذلك، فسيؤدي الأمر إلى توقف مؤقت للهجمات ضد إسرائيل، لكن هذا الاحتمال رغم أنه مريح لإسرائيل لفترة وجيزة ستكون له عواقب استراتيجية أكثر خطورة عليها".
وأضاف أيضا: "في حال تمكن الحوثيون من هزيمة خصومهم المحليين، فإنهم سيعودون لإثارة المشاكل مع إسرائيل وسيجدون مبررا لتجديد نشاطهم ضدها. عندها ستضطر إسرائيل إلى التعامل معهم في كل الجغرافيا اليمنية، وليس فقط في المناطق التي يسيطرون عليها حاليا وسيدفع الإسرائيليون ثمنا أكبر بكثير مما يدفعونه الآن".
وختم الباحث بالقول: "لا أعتقد أن إسرائيل ستقف مكتوفة الأيدي أمام الحوثيين لثلاثة أسباب: أولا، الوعود التي قُطعت لمواطنيها ، ثانيا، رغبة إسرائيل في ترسيخ صورتها كقوة إقليمية ذات ذراع أمنية طويلة، ولها دوافع أمنية وجيوسياسية لذلك ، وثالثا، إذا لم تعاقب إسرائيل الحوثيين بشكل فعلي، فقد يشجع ذلك حركات أخرى في المستقبل على تكرار تجربة الحوثيين عندما يرون أنهم لم يُعاقبوا".
تابعونا لتصلكم الاخبار أولا بأول :
بانيت بالتلغرام >> https://t.me/panetbanet
للإنضمام لأخبار بانيت عبر واتساب >> https://whatsapp.com/channel/0029VbArrqo9hXF3VSkbBg1A
للإنضمام لأخبار بانيت بالإنستغرام >>https://www.instagram.com/reel/DO8QWtMjFkR/?igsh=MXVvZzVhemN6bGNldA==
(Handout photo by Houthi Media Center/Getty Images)