بالتعاون مع قطر، مستخدمة الذكاء الاصطناعي وميزانيات ضخمة. وقد أثارت هذه التصريحات غضب بكين، التي أصدرت بيانا رسميا ضد نتنياهو وهو أمر غير مسبوق بحد ذاته.
وجاء في موقع واينت أن نتنياهو أدلى بهذه التصريحات خلال حديثه مع وفد مكون من 250 نائبا أمريكيا يوم الاثنين .وقال : "كما فرض الإيرانيون حصارا علينا على أمل أن يقضي هذا الحصار علينا، نحن اخترقنا هذا الحصار. الجميع يرى ذلك. ونحن نعلم أيضا أن هناك الآن محاولة لفرض حصار على إسرائيل من قبل جهات ودول مختلفة، وعلى رأسها قطر، بداية بحصار إعلامي ممول بأموال ضخمة، سواء من قطر أو دول أخرى مثل الصين".
وأكد نتنياهو: "هذه الجهود تقودها دولتان الصين وقطر وتديران صراعا للشرعية ضد إسرائيل في الغرب والولايات المتحدة. وسنقاوم ذلك".
وصرح نتنياهو بأمور مشابهة عن الصين في خطاب ألقاه في مؤتمر اقتصادي في القدس، حين قال أيضا إن إسرائيل تواجه عزلة دبلوماسية وستحتاج لأن تكون "سوبر منعزلة".
لم تحظ تصريحات نتنياهو برد فعل واسع في بكين فورا، لكن بعد يومين أصدر المتحدث باسم سفارة الصين في إسرائيل بيانا رسميا تم نشره في واينت جاء فيه : "الصين مصدومة من تصريحات الزعيم الإسرائيلي. الادعاء بلا أساس، ويضر بالعلاقات بين الصين وإسرائيل، وهو أمر يقلق الصين بشدة وتعارضه بشدة. بإلقاء اللوم على بعض منصات التواصل الاجتماعي، ثم توجيه أصابع الاتهام نحو بكين، تشبه إسرائيل المريض الذي يذهب يائسا إلى أي طبيب، موجها نحو المصدر الخطأ، والأسوأ من ذلك يتلقى وصفة خاطئة".
كما تناول البيان الصيني الحرب في قطاع غزة: "المجتمع الدولي يتابع الوضع عن كثب ويأمل في وقف إطلاق نار سريع وإنهاء القتال، مما سيساعد أيضا على إعادة الأسرى الإسرائيليين بأمان وفي أقرب وقت ممكن. ما تحتاجه إسرائيل ليس حربا طويلة، بل حلا مستداما يجلب السلام. حل أزمة إسرائيل الحالية يتطلب حكمة سياسية ودبلوماسية مبتكرة، وليس فقط عمليات عسكرية وقصفا لا نهاية له. أصوات الأمم المتحدة والوكالات الأخرى بشأن فلسطين أوضحت موقف غالبية المجتمع الدولي".
"لإيقاف غليان القدر، أخرجوا حطب التدفئة بدلا من مجرد إزالة الرغوة"
وأضاف البيان: "مثل صيني يقول: "لإيقاف غليان القدر، أخرجوا حطب التدفئة بدلا من مجرد إزالة الرغوة" هذا يوضح أنه لحل المشكلة حقا، يجب معالجة جذورها بدلا من التخفيف من أعراضها فقط. قضية فلسطين في قلب مشاكل الشرق الأوسط. أمن الدول في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل وفلسطين، مرتبط ببعضه البعض. السعي وراء الأمن على حساب الآخرين لن ينجح. فقط الأمن المشترك يمكن أن يحقق سلاما دائما ويقضي على جذور العنف والكراهية. يجب احترام المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، والحفاظ على حق فلسطين في الوجود والدولة والتنمية".
"ندعو إسرائيل للاستجابة لدعوة المجتمع الدولي الحازمة"
وتابع البيان: "لا ينبغي معارضة الحقيقة والعدالة ورأي الجمهور. نحن ندعو إسرائيل للاستجابة لدعوة المجتمع الدولي الحازمة، ووقف العمليات العسكرية في غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق نار كامل ومستمر في أقرب وقت ممكن، ومنع أزمة إنسانية أكبر. تأمل الصين بصدق في تعايش جميع الدول في المنطقة بسلام واستقرار وازدهار مشترك، وهي مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للعب دور بناء في تخفيف الوضع".
وبحسب واينت لم تُقال تصريحات نتنياهو في فراغ فهي تأتي في ظل القلق العميق في إسرائيل من دعم بكين لإيران في إعادة بناء برنامج الصواريخ الباليستية الذي تضرر بشدة خلال حرب الـ12 يوما في حزيران ، وتزويدها لها بأنظمة دفاع جوي.
حذر السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، د. يحيئيل لايتر، قبل نحو شهرين من وجود "إشارات مقلقة" لذلك. وقال: "هناك حركة مقلقة ومواد ومؤشرات تثير قلقنا الشديد"، في ظل تقارير عن شحنات من الصين لإيران تهدف لإعادة تأهيل منظومة الصواريخ.
وبحسب السفير، إسرائيل تقف إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة التأثير الإقليمي للصين. وقال: "نرغب في إقامة علاقات جيدة مع الشعب الصيني، لكن لا يمكننا الموافقة على أن تعمل الصين باليد مع دولة تهددنا علنا بالإبادة. حتى بعد انتهاء الحرب، يواصل الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي التصريح بأن هدفه هو تدمير دولة إسرائيل. من سيرغب بالتعاون مع شخص كهذا؟".
"الصين لم تكن يوما صديقة لإسرائيل"
وقال يوفال فاينري، خبير في شؤون الصين في حديث لموقع واينت : "أتساءل أيضا إذا كانت هناك استراتيجية وراء تصريحات نتنياهو آمل أن يكون هناك، لأن هذه تصريحات لن يغفلها الصينيون. هذه تصريحات سيذكرونها لنا ويطالبوننا بالاعتذار مدعيين أنها اتهامات بلا أساس. السؤال: ما وراء ذلك، هل هذه خطوة ذكية لإظهار للولايات المتحدة أننا إلى جانبها ومستعدون لتعزيز أجندة بالتعاون الأمريكي؟ إذا كان الأمر كذلك يمكنني فهم السبب، لكن لست متأكدًا من موافقتي على الطريقة".
وأضاف: "ليس أن نتنياهو غير محق، هناك حملة ليست فقط من الصين. القول إنها تُدار بواسطة الصين وقطر، وتجاهل روسيا وإيران؟ هناك شبكة تعمل ضدنا، نراها. لكن في النهاية لا يمكنني لوم الصين دون وجود دليل ملموس على تورط الحكومة. هناك العديد من الحسابات الصينية التي تكرر رسائل ضد إسرائيل، لاحظت ذلك بنفسي. هناك حسابات أتابعها. هذه شبكة مترابطة، ليس فقط صينيون، هناك حسابات عربية، وغالبا ما يرددون بعضهم بعضا. كل هذه الحسابات ليست رسمية صينية، وهناك مجال للإنكار. مقارنةً باتهام الصين علنًا من قبل رئيس الوزراء؟ هذا أمر دراماتيكي جدا".
وأشار فاينري إلى أن المواجهة الحالية تأتي في ظل محاولات كبيرة جدا من الصين لتحسين العلاقات مع إسرائيل. "نرى نشاط سفيرهم في إسرائيل، يعمل بنشاط. لن يقللوا من مستوى العلاقات أو يستدعو السفير للتشاور، لكن قد نرى تصرفات صغيرة للتعبير عن عدم الرضا، حتى بشكل ضمني. فجأة قد يُمنع استيراد شيء تصدره إسرائيل للصين بحجة مخاوف أمنية لسلسلة التوريد، أو منع توريد شيء لنا. حتى الآن لم يحدث شيء من هذا القبيل. لكن رأينا ما فعلوه بالمستشار العسكري في بكين، يبدو أنهم نصّبوا له كمينًا".
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، تصوير : روعي أفراهم - مكتب الصحافة الحكومي
(Photo by Suo Takekuma - Pool/Getty Images)
