وشدد ماكرون على أن "الاعتراف بدولة فلسطينية يظهر بشكل واضح أن تطلعات الفلسطينيين المشروعة لا ترتبط بحماس ولا بمعاناتهم الحالية".

وأبرز الرئيس الفرنسي تفاصيل خطته التي يعتزم إعلانها رسميا يوم الإثنين المقبل في الأمم المتحدة، مبينا أنها تهدف إلى "إطلاق سلسلة جديدة من التصرفات والالتزامات".

وشهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويتا واسع التأييد لصالح "إعلان نيويورك"، الرامي إلى إعطاء زخم جديد لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع استبعاد حماس بصورة غير مسبوقة، في خطوة سرعان ما قوبلت بالرفض من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار ماكرون إلى أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يشكل الحاجز الأكثر فاعلية لعزل حماس"، مضيفا أن الأخيرة "تسعى لتدميركم"، في إشارة للإسرائيليين.

واعتبر الرئيس الفرنسي أن "سياسة الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما بعض الوزراء فيها، تهدف إلى تقويض أي إمكانية للوصول إلى حل الدولتين". وذكر أن "واقعا طارئا فرض التحرك السريع، خاصة مع تصاعد التهديدات بضم الضفة الغربية"، موضحا أن هذه المبادرة تمثل "الفرصة الأخيرة قبل أن يصبح تحقيق حل الدولتين أمرا مستحيلا بالكامل".

كما كشف ماكرون عن رغبته بزيارة إسرائيل قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بغرض شرح موقفه، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بذلك. وأبدى الرئيس الفرنسي حرصه على "مواصلة العمل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

ونبه إلى أن صورة إسرائيل ومصداقيتها "تتعرض لتدمير تام أمام الرأي العام العالمي نتيجة سقوط المدنيين في غزة".
وأشار ماكرون قائلا "إن إسرائيل حققت نجاحات أمنية مهمة (...) لكن العمليات العسكرية الجارية في غزة لها نتائج سلبية تماما، ويجب التصريح بأنها فشلت".

وأوضح أن "كسر الحلقة المفرغة" يستلزم "القضاء على حماس وتفكيكها"، مع التأكيد على أن "الخيار العسكري وحده لا يكفي".

وإذ شدد على أن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يكن مدفوعا بأسباب سياسية داخلية، عبر ماكرون عن أسفه إزاء "تشويه الموقف الفرنسي". وأضاف "هذا الأمر لا يثير الحزن فقط، بل يبعث على الغضب أيضا".

وأبقى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل مطروحة إذا استمرت في هجومها الجديد على غزة، واصفا العملية بأنها "خطأ فادح".

 (Photo by CHRISTOPHE ENA/POOL/AFP via Getty Images)