بما في ذلك خطوات لتحديد ليس فقط هوية المتسربين انما تحديد الطلاب المعرضين لخطر التسرب من الأطر التعليمية. للاستزادة حول هذا الموضوع استضافت قناة هلا، أحلام محاميد - مديرة قسم ضبط الدوام ومنع التسرب في بلدية أم الفحم .
"عمل ضابط الدوام ومنع التسرب هو عمل شائك للغاية"
قالت أحلام محاميد في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا: "عمل ضابط الدوام ومنع التسرب هو عمل شائك للغاية، حيث نتعامل مع طلاب يمرّون بضائقة، وذلك في جميع الأطر والمدارس. كما نتعامل مع أهالٍ ليس من السهل التعامل معهم، أو أنهم يمرون هم أيضاً بضائقة معينة، ومن هنا تكون الحاجة لاحتوائهم والإصغاء إليهم. كما أنه لدينا في القسم تسعة ضباط وضابطات دوام، ونحن قسم كبير، إذ لدينا 18 ألف طالب في أم الفحم. ووظيفة ضابط الدوام لا تقتصر على المراقبة أو تنفيذ قانون التعليم الإلزامي، بل أصبحت اليوم وظيفة تتطلب الإصغاء والاحتواء، ومرافقة الأهل والمعلمين في كيفية احتواء الطالب، ومعرفة الأسباب التي دفعته إلى التسرب".
وأشارت محاميد الى "أن التسرب من نوعين: تسرب خفي وتسرب ظاهر. أما التسرب الظاهر، فهو أن يكون الطالب قد أنهى مساره التعليمي ولم يعد تابعًا لأي مؤسسة تعليمية، وهذه نسبتها منخفضة في المجتمع العربي، وخاصة في أم الفحم. في المقابل، فإن التسرب الخفي هو الأخطر، لأنه يحدث داخل مدارسنا. الطالب موجود، ولكنه شفاف؛ قد يتغيب كثيرًا، أو لا يجلس في الصف، أو يكون جالسًا على الكرسي داخل الصف ولكن المعلم لا يراه، لا يرى ضائقته. على المستوى القطري، لا توجد معطيات واضحة عن التسرب الخفي، ولا يوجد تعريف دقيق له، لكن هناك مؤشرات يمكن من خلالها تشخيصه، مثل الغيابات المتكررة، أو المستوى التعليمي المتدني".
وأضافت: "هناك طلاب يعيشون في ظروف صعبة، كالعنف الأسري أو الطلاق، ما يمنعهم من التركيز في دراستهم. هناك من فقد والده، أو شاهد والده يُقتل، فكيف لهذا الطفل أن يجلس في الصف ويحضر الدروس؟ هذا الطالب يجب أن ننتبه له، لأنه قد يبدأ بالتسرب تدريجيًا، ويخرج من المدرسة نحو طرق خاطئة، لذلك نحن بحاجة إلى احتوائهم والإصغاء إليهم."
وتابعت محاميد: "عندما نعلم أن هناك طالبًا متسربًا بشكل ظاهر، فعلينا كبلدية أن نوفر له الإطار المناسب. لدينا في أم الفحم العديد من البرامج التي تناسب طلاب الشبيبة الذين يرغبون في العمل. نحن لا نتنازل عن أي طالب، أما بالنسبة للمتسرب الخفي، فله علاج خاص به، من خلال توفير البرامج التعليمية المناسبة له".
"لدينا خطة"
وأوضحت محاميد أنه "في البلدية، لدينا خطة بالتعاون مع رئيس البلدية ومدير جناح المعارف، ونعمل اليوم ضمن خطة بلدية، لأننا نتحدث عن قضية شائكة ومركبة. كما ان هناك حاجة إلى ترابط وتعاون بين جميع الشراكات المهنية، وعلينا جميعًا أن نجتمع ونبني خطة، وقد بدأنا فعلاً بذلك. نحن نعمل كمنظومة متكاملة من أجل تقليص التسرب الخفي. وبطبيعة عملنا، نحن نربط بين كل الشراكات: الأهل، المدرسة، الطالب، والمجلس المحلي أو البلدية."

