أي بزيادة 5% عن الفترة نفسها من العام الماضي. هذا الأداء القوي لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد عام 2024 الذي كان بالفعل عاماً ذهبياً، بعدما تجاوزت المبيعات فيه 350 ألف سيارة، محققاً قفزة بلغت 19%.
لكن القصة الأكثر إثارة هذا العام تأتي من عالم السيارات الكهربائية. ففي الربع الأول وحده، قفزت المبيعات بأكثر من 60%، ومع نهاية 2025 من المتوقع أن يصل حجم هذا القطاع إلى نحو 1.95 مليار دولار. هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن نمو في المبيعات، بل عن تحوّل في عقلية المستهلكين الذين باتوا يبحثون عن خيارات أكثر ابتكاراً، أكثر استدامة، وأكثر ذكاءً في التنقل.
الإمارات بدورها توفر البيئة المثالية لهذا التحوّل. الاقتصاد يتجه للنمو بنسبة 4.7% خلال 2025، مع توسّع قوي في القطاعات غير النفطية بمعدل 5.1%. هذه الأرضية الاقتصادية الصلبة تجعل التوقعات لمبيعات السيارات الجديدة متفائلة للغاية، بل إن الأرقام مرشحة لتجاوز حاجز 350 ألف سيارة بنهاية العام.
وإذا تحدثنا عن سوق السيارات الكهربائية تحديداً، فالمشهد تغيّر تماماً. قبل سنوات قليلة، كانت سيارات «تسلا» هي وحدها الحاضرة تقريباً على الطرقات. أما اليوم، فالسوق يضم نحو 39 علامة تجارية تعرض سيارات كهربائية متنوعة. هذا التحوّل السريع لم يكن ليحدث لولا الدعم الحكومي الكبير، من حوافز مثل الشحن المجاني، والمواقف المخصّصة، والتسجيل بدون رسوم، إلى جانب الاستثمارات الضخمة في محطات الشحن العامة التي جعلت تجربة امتلاك سيارة كهربائية أكثر راحة وواقعية.
حتى شركات النقل لم تبقَ بعيدة عن هذا التحوّل، فقد بدأت شركات الأجرة والليموزين والخدمات اللوجستية، إضافة إلى شركات التأجير والتشغيل، في إدخال السيارات الكهربائية إلى أساطيلها. النتيجة؟ مشهد يومي يتغيّر بسرعة نحو التنقل المستدام.
ومن أبرز ما يميز المشهد أيضاً هو الطريقة الجديدة لشراء السيارات. لم يعد العميل مضطراً للذهاب إلى الوكالة فقط، بل يمكنه حجز تجربة القيادة عبر الإنترنت أو الدخول إلى صالات عرض افتراضية لاكتشاف تفاصيل السيارة. الراحة والشفافية أصبحتا أساس تجربة الشراء الحديثة، وهو ما يتماشى مع تطلعات جيل جديد أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا وأكثر وعياً بالبيئة.
باختصار، 2025 ليس مجرد عام قوي لسوق السيارات في الإمارات، بل عام يعيد رسم ملامح القطاع بأكمله، من النمو الاقتصادي إلى التحوّل نحو السيارات الكهربائية، وصولاً إلى تغيّر طريقة الشراء نفسها. الإمارات اليوم تكتب فصلاً جديداً في قصة التنقل المستدام والذكي في المنطقة.
