مع الناشط الاجتماعي والمبادر السلمي ورجل الاصلاح حسين الحجار الذي تحدث عن رؤيته حول الوضع في المجتمع، والتحديات الراهنة، بالإضافة إلى الحلول والمبادرات التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظواهر الخطيرة واستعادة الأمان.
"الروح الطيبة أساس الإصلاح الحقيقي"
وقال الحجار: "إذا كان الشخص يبتغي الإصلاح من قلبه وبصدق، فحتى أصعب المشكلات يمكن حلها، ويذوب التوتر والعداء في غضون جلسات قليلة. ولكن إذا لم تكن النية صافية، فالإصلاح يصبح مهمة صعبة، وقد يؤثر سلبًا على المجتمع. لذلك، يجب أن يتوحد رجال الإصلاح في نواياهم وأفعالهم، وأن يكون هدفهم هو بناء الجسور، وليس تحويل الحق إلى باطل."
وعن بعض التحديات التي يواجهها في مجال الإصلاح، أضاف: "يؤسفني جدًا أن البعض من رجال الإصلاح يبتعدون عن الطريق الصحيح، ما يؤدي إلى تشويش عملية الإصلاح. أود أن أنادي هؤلاء المصلحين أن يتقوا الله في عملهم، وألا يبتعدوا عن الأهداف السامية للإصلاح التي حثنا عليها ديننا الحنيف. نحتاج لإصلاح حقيقي، يكون أساسه النية الطيبة والصدق في العمل." وأكد الحجار أيضًا على أهمية الإصلاح بين العائلات والجيران، وبين الأزواج، قائلاً: "الإصلاح بين العائلات والجيران أمر بالغ الأهمية، حيث يجب أن يكون الهدف هو التصالح والتفاهم، وليس الانتصار لأحد الطرفين.
لا ينبغي أن يكون هناك غالب أو مغلوب، بل توازن بين الأطراف لتحقيق الصلح والعيش بسلام. العنف والعنف المضاد لا يجلبان سوى المزيد من الكراهية والتفرقة، في حين أن السلام الداخلي والوطني هو الطريق الأسمى لحل أي خلاف."
التحديات والواقع المعقد
تطرق الحجار إلى التحديات التي يواجهها رجال الإصلاح في ظل الواقع المعقد، حيث قال: "في الآونة الأخيرة، أصبح العمل الإصلاحي أكثر صعوبة، إذ نشهد تزايدًا في حالات العنف وتدهور العلاقات بين الناس. ويعود السبب في ذلك إلى غياب الرقابة الاجتماعية، وضعف التواصل بين الأفراد في المجتمع. لذلك، من المهم أن يكون هناك وعي مستمر لدى الآباء والمربين بضرورة متابعة الأبناء، خاصة في ساعات الليل، والتأكد من أماكن تواجدهم وعودتهم إلى المنزل في الوقت المناسب."
وأضاف: "لا شك أن بعض الإخوة في المجتمع لديهم رؤى مختلفة في كيفية الإصلاح، ولكننا نؤمن بأهمية التعاون وتوحيد الجهود من أجل تقديم إصلاح حقيقي وفعّال. نحن لا نقبل الظلم، ولا نسعى إلى معاداة أي شخص. هدفنا الوحيد هو السلام في البيوت، وفي البلد، وفي الدولة."
"دعوة للعمل الجماعي من أجل الإصلاح"
في ختام حديثه، دعا الحجار إلى أهمية العمل الجماعي في مجال الإصلاح: "نحن بحاجة إلى العمل المشترك بين جميع الأطراف: الأهل، المدارس، المؤسسات الاجتماعية، والمجتمع ككل. إذا توحدت الجهود، ستتحقق نتائج إيجابية، وسنتمكن من التغلب على العديد من التحديات الاجتماعية. فقط من خلال الوحدة والإرادة المشتركة يمكننا إصلاح مجتمعاتنا، وتحقيق السلام الذي نطمح إليه."


