logo

جمعية تشرين تستعد لإطلاق المعرض الفني ‘ هيچ ‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
03-12-2022 06:38:42 اخر تحديث: 09-12-2022 15:48:42

تستعد جمعية تشرين لإطلاق المعرض الفني " هيچ " يوم السبت الموافق 12\10 الساعة السادسة مساءً، الذي سيستمر لغاية 1\10 في الحيز البديل- جمعية تشرين .


صورة من جمعية تشرين

" هيچ " هو معرض فردي، يضم أعمالا حديثة للفنان شادي شبيطة، والتي تم إنتاجها خصيصّا للمعرض الّذي سيضم ثمان لوحات فنية بالألوان الزيتية إضافة إلى مجسم لراقص وفيديو آرت.
يعود اسم المعرض"هيچ" إلى اللغة التركية وهي كلمة تعني العدم أو الفناء. أما معناها الصوفي فهو ذوبان النفس في الكون اللامتناهي. وبهذا فإن المعرض يسعى لإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتفكّر بمفهوم العشق وذوبان النفس في الكون وانعكاسات كل ذلك على نهج حياتهم من خلال المرآة التي يقدمها النهج الصوفي. ويتعامل المعرض مع الجمالية الصوفية حيث يحاول ترك المساحة للمشاهد ليتجاوز كل ما هو ظاهر ويغوص إلى ما هو باطني.
بخيار واع، عمل شبيطة على تجسيد أعمال لا تتطرق إلى تقسيم جندري معين أو إلى فئة معيّنة أو حتى تجسيد أشخاص بعينهم، المعرض يقص رواية الأب/ الأم/ الأخ/ الأخت/ إلخ. يصف الفنّان شادي شبيطة النهج الصوفي بأنه النور الّذي أضاء له طريقه في الحياة، وهذا ما يُحاول أن يعكسه بشكل روحاني في أعماله الفنية.
ويناقش المعرض من خلال عدة وسائط فنية المبنى المجتمعي ومفاهيمه من خلال عرض الإشكالات بطريقة سردية مغايرة عن ما هو مألوف وقادرة على تحدي الواقع.

يضم المعرض ثماني لوحات فنيّة بالألوان الزيتية تصف الحالة الصوفية كتجربة إنسانية تدعو إلى تحرير النفس من أسر المادة والظاهر والانطلاق بها نحو عوالم روحانية عُليا. تسعى هذه الأعمال لترك تأويلها وتفسيرها للمشاهد ليرى نفسه بها ويفسرها وفقًا لتجربته الذاتية مع الكون لهذا عمل شبيطة على إخفاء الملامح كتأكيد على أهمية الباطن والجوهر. إلا أنها بالوقت ذاته تطرح إشكالات مجتمعية واضحة، عن معنى الجسد والروح، عن الهيمنة والحكم الأبوي والسلطوي، وعن المعنى الحقيقي لحياتنا.

تضم الأعمال الفنيّة مُجسّم لراقص بلباس صوفي. للدوران حول الذات في الصوفية معنى عميق، حيث يدور المتصوّف حول نفسه عكس اتجاه عقارب الساعة وتُمثّل عملية الدوران هذه انسجامًا مع الكون الّذي يكون في حالة دوران دائمة، وبذلك فإن الصوفيّ الّذي يدور حول نفسه يكون على اتساق مع حركة الكون وإتصال روحاني به. إلا أن الثابت الوحيد في حالة الدوران هذه هو الضوء، حيث يدور الكون بحثا عن ضوء الشمس وكذلك المجسم الذي يعرضه لنا شبيطة، يدور بحثا عن النور في داخله، بحثا عن الدفء والسكينة وليعكسها من داخله للخارج، لهذا تعمّد الفنّان شادي شبيطة على أن يكون المجسم فارغًا من الداخل، لكنّه يحوي نورًا يشع من وسطه.

يتخلّل المعرض الفنّي فيديو أرت يعكس سيرورة كاملة لحياة عائلة تسعى للعودة للاستقرار دومًا، رغم كل الصراعات والخلافات والتخبطات الدائمة التي يواجهها أفراد هذه الأسرة. كما ويعكس مسار حياة، ولا يحاول أن يدعو لأي معنى غير السردية القصصية التي يحويها، ومع ذلك فهو يطرح أسئلة تسعى للخوض في غمار صراعات الفرد في مجتمعه، ازدواجية الحياة بين الحب والحرية، بين السيطرة والثبات، بين الواحد مقابل القطيع، ويطرح أسئلة عن معنى التفرّد والتميّز.
في نهاية الافتتاح سنكون مع الفنان التشكيلي شادي شبيطة بحلقة حوارية. نسلط الضوء في جمعية تشرين على أهمية تفاعل الفنّان مع محيطه ونشدد على استقطاب المواهب الفنية المحلية وإتاحة مساحة للفنانين المحليين لطرح أعمالهم الفنيّة لمجتمعهم ومناقشتها معهم وبناء مساحة تشاركية.
يُذكر أن المعرض مستمر لغاية 1\10 في الحيّز البديل- جمعية تشرين.